Saturday, September 29, 2012

المضحكات المبكيات 2

رجلان داخل المترو احدهما نظر الى الخريطه المطبوعه فوق باب العربه و عليها اثار كلمه " الشهداء" التى وضعت كأسم للمحطه بدلا من اسم "مبارك" و قال بسخريه : آل شهداء آل ... المحطه دى اسمها مبارك و هتفضل اسمها مبارك . فما كان من الرجل الاخر الا أن قال بكل عصبيه : يا عم مبارك مين ، مبارك ده خلاص ، فى ثوره حصلت و خلصتنا و فى شهدا ماتوا و الاسم هيفضل الشهدا علطول تمجيدا ليهم ، مبارك مين ده اللى هنسيب اسمه على المحطه.
و دخل الاثنان فى جدال و نقاش حاد لدرجة وصلت الى بداية عراك بالايدى.
و هنا تدخل الناس و ابعدوهم وانتهى الموضوع. و جاء الرجل الذى كان يدافع عن بقاء اسم الشهدا بجانبى و رأنى و يعلو وجهى ابتسامه ساخره ، فنظر بجديه و صاح قائلا : ايه بقى اللى بيضحك يا بيه ، هوا انت من اياهم انت كمان؟ . فنظرت له بجديه و قلت له : كل اللى انت عاوز تغيره بعد الثوره هو اسم المحطه و انت نفسك ما اتغيرتش ، يبقى البلد هتتغير ازاى؟. انت ميعاد شغلك الساعه كام ، مش 8.30 برده ؟ الساعه دلوقتى 8.20 و انت لسه فى المترو و عمرك ما هتوصل فى الميعاد و اتحداك انت تكون عمرك اصلا رحت فى ميعادك للشغل ، و جاى تقولى المحطه و اسم المحطه . حرام علينا نختزل الثوره كلها فى اسم المحطه. و بعدين وانتطالع المترو طلعت من باب النزول و خبطت فى الناس و لا كأن اى حاجه حصلت فى البلد. بجد حرام علينا البلد و حرام علينا نفسنا و حرام علينا دم الشهدا اللى راح هدر.

تركت الرجل و مضيت الى باب النزول و انا اعلم انه سيفكر كثيرا فى كلامى عساه ان يتغير.

انتهى

Sunday, September 16, 2012

المضحكات المبكيات 1

دى هتبقى سلسله من المواقف الصغيره اللى فعلا يطلق عليها المضحكات المبكيات

يتحرك المترو و يقف فى المحطه التاليه و تدخل فتاه جميله فى اوائل العشرينات من العمر  فيهب ثلاثة اشخاص ( منهم اثنان فى العشرينيات و آخر يبدو عليه انه تعدى الثلاثين ) ، يهبوا الثلاثه بالقيام لتجلس هذه الفتاه مكان احد منهم علما بأننى لا اظن ان الثالثة اشخاص يعرفون بعضهم و لكن كانت المصادفه انهم قاموا جميعا من اجل ان تجلس الفتاه
و بالفعل جلست مكان احدهم و جلس الاخران مكانهما و انطلق المترو ليقف فى المحطه التى تليها و يصعد رجل عجوز تقريبا قد تعدى الستين  ، و هنا لا اجد احدا قد قام ليجلس هذا العجوز و لا حتى الشابان الاخران اللذان قاما من اجل الفتاه ثم جلسا ثانيه 
ازداد استغرابى من عدم قيام احدهما و لكن لحظه واحده و علمت اننى لم اكن وحدى الذى استغرب الموقف ، فقد قامت الفتاه التى جلست  فى المحطه السابقه و اجلست الرجل العجوز مكانها و وقفت هى و المفاجأه أن قام احد الشابان اللذان قاما فى الاول لجلوس الفتاه و يعرض ان تجلس مكانه مرة اخرى ، و هنا رفضت الفتاه و ظلت واقفه

بينى و بين نفسى مدحت هذه الفتاه و مدحت ما فعلت ، فقد علمتنا درسا دون ان تنطق كلمه واحده ، و ايضا احتقرت هولاء الشباب و خصوصا من قام فى المره الثانيه ليجلسها ثانيه و لم يقم فى المقام الاول للرجل العجوز

الحياه علمتنى اننى يجب ان اتعلم من كل شىء يحدث حولى ، و اليوم قد تعلمت شيئا لن انساه ما حييت

انتهى

Monday, September 10, 2012

هيبة الدوله

منذ اعلان نتيجة المرحله الاولى من الانتخابات الرئاسيه و انا قد قطعت عهدا على نفسى بألا اتحدث فى السياسه مجددا بغض النظر عن ما يحدث مجددا او ما يقال او ما اسمعه. و قد كنت احافظ على هذا العهد بصوره جيده ، امسك جيدا برباطة جأشى بغض النظر عن اى شىء .
و لكن ما حدث اليوم بالمترو اخرجنى عن شعورى كاملا.
الجدل الدائر الان فى مصر هو ماتش السوبر و هل يلعب ام لا و ننتظر حتى القصاص فى قضية شهداء بورسعيد. انا شخصيا كنت مع الا يتم لعب اى مباريات حتى يعود الامن و يتم القصاص لشهداء بورسعيد الاربعه و السبعون.
خلاصه ما حدث ان احدهم كان يتحدث فى المترو عن حتمية لعب المباره حتى نستعيد هيبة الدوله و لا نسمح لمجموعه من الاشخاص ان يتحكموا فى الدوله و عن اننا يجب ان نستعيد هيبة الدوله بلعب هذه المباره.
لم اتمالك اعصابى و انا اسمع هذا الكلام ، فصحت قائلا : يعنى هيبة الدوله هترجع لما نلعب الماتش و هى اصلا هيبة الدوله مضاعتش خالص لما مخدناش حق الشهدا اللى ماتوا فى مجزره بورسعيد و محدش اتقدم للقصاص و المجرمين لسه بره و اهالى اللى استشهدوا فى الملعب علشان رايحين يشجعوا شويه لعيبه للأسف مطلعش فيهم راجل واحد الا ابو تريكه ، اهالى اللى ماتوا دول حالهم ايه ؟ و لا دى انتا ناسيها علشان ترجع هيبة الدوله؟.
و اكملت قائلا : اذا كنتو نسيتوا دم الشهدا و نسيتوا عهود الماضى فبلاش تضحكوا علينا بمواعظ عن عوده هيبة الدوله ... كفاياكم ضحك على الناس.
لم يكن من هذا الشخص الا ان رد قائلا : اهوا انتم الفلول مفيش حاجه عاجباكم ابدا .. !!!
عند هذه اللحظه فضلت ان اعود لصمتى مرة اخرى و ادركت ان مثل هؤلاء لا يستحقون التحدث معهم اصلا و ادركت كم كنت على صواب حين اخذت عهدا بالا اتحدث فى السياسه ثانيه و ندمت اننى تكلمت ثانيه و لازلت نادما حتى كتابة هذه السطور.
رحم الله شهداء هذا الوطن و لينتصر الله لهم بعد ان خذلناهم ..... 



Saturday, September 8, 2012

الجهل

كالعاده يوميا اركب المترو من بدايته و لا احاول  حتى ان اجد مكانا لاجلس فيه لأنه من خبرتى المتواضعه فأن الوضع اليومى هو وضع ميئوس منه و لذا اقنعت نفسى ان لا احاول مره اخرى و ان استسلم للوقوف احى عشر محطه يوميا و اصبحت فقط احارب لكى اقف تحت احدى فتحات التهويه الموجوده بالداخل.اليوم وجدت نفسى واقفا بجوار الباب و هذا اسوء مكان يمكن ان تقف فيه ، كل من يدخل او يخرج يحتك بك و قد يتشاجر معك. الحمد لله اليوم عدى بسلام و ان شاء الله مش هتكرر تانى انى اقف الوقفه اللى جنب الباب دى.المهم يقف جوارى شاب يلبس احدى هذى الاشياء المسماه البناطيل الساقطه - اعتقادى الشخصى انها ليست البناطيل التى توصف بالساقطه و لكنه الشخص الذى يلبسها هو من من المفترض ان يوصف بالساقط او الساقطه حسب النوع سواء كان ذكرا او للأسف الشديد انثى - و يرتدى تي شيرت لونه طوبى و هالنى ما كتب فى الخلف على التى شيرت.
مكتوب بالفرانكو اراب ما يلى : "T3tysh wtakhd 5rah" ، طبعا انا لن اترجم هذه الكلمه و ليحاول كل شخص ان يفهمها بمفرده . المهم استفزتنى الكلمه لدرجه انى خاطبت الشاب قائلا : " انت فاهم معنى الكلمه المكتوبه على التي شيرت لان معناها مش كويس" فرد الشاب قائلا :  " ملكش دعوه ، هى عجبانى كده " فقلت بنبره سريعه : " معلش انا اسف "  
و جاءت محطتى و نزلت و انا اعلم ان كثيرين ممن حولى قد رأوا الكلمه المكتوبه على التى شيرت الخاص بهذا الشاب ثم صاروا ينظرون الى تى شيرتاتهم التى يرتدونها محاولين فهم ما هو مكتوب عليها منعا للأحراج

تعددت الازمان و الجهل واحد ، و لكن آفة هذا الزمن هو
 التفاخر بالجهل



استاذنا نزار قبانى كتب قديما بيتا رائعا من الشعر يوجز ما احاول قوله ، قال : 

" خلاصةُ القضيّهْ

توجزُ في عبارهْ

لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

والروحُ جاهليّهْ... "


انتهى

Monday, September 3, 2012

كلمة السر كتكوت

اليوم لا يوجد حكايات تسرد ، اليوم زوجين من السماعات و شريط حماقى الجديد و الدنيا ربيع و لا انا سامع اى كلام بيتقال جنبى و بستمتع بالالبوم الجميل

الا اننى قبل ان ابدأ الاستماع للالبوم اقترب رجل من الباب للنزول عند توقف المترو فى المحطه التاليه و فجأه صاح قائلا : " البلد دى هتبقى احسن بكتير بعد الريس الجديد " ، و رغم اننى لا اشاركه هذا التفأول لأننى لا اجد اى مؤشرات تدل على ذلك الا اننى فرحت لأننى وجدت هناك من لازل يتمنى الخيرلهذه البلد مثلما افعل دائما . 

و بعد ثوان معدوده من نطق الرجل لهذه الجمله ، نطق ثلاثة اشخاص على ما اعتقد فى آن واحد و على نحو مفاجىء لدرجه توحى بأنهم قد اتفقوا على ان يتكلموا معا فى أن واحد و نطقوا قائلين : " فى المشمش" - تعليقا منهم على قول الرجل بأن البلد هتبقى احسن مع الريس الجديد.

تفاجأ الرجل من هذه الرد الغريب و لم ينطق و توقف المترو و فتح الباب و اذا بشاب يهم بالنزول ايضا و نادى على الرجل فنظر اليه الرجل فأبتسم الشاب و قال له بسخريه : " يا حاج ... كلمة السر كتكوت " و ازدات ضحكته الساخره و مشى مرحا و كأن شيئا لم يكن

اما الرجل الطيب الذى لم يكن يدرى ان قليلون من صاروا يعبأون بأمر هذه البلد ، رأيته و هو ينزل من المترو و احسست انه يشعر و كأنه يتزل للجحيم رأسا


لك الله يا بلدى ... لك الله يا مصر

Sunday, September 2, 2012

التحرش

رحلة العوده الى المنزل و انت فى غاية التعب بعد يوم عمل شاق ، تحاول ان تريح ذهنك او على الاقل ان لا تلتفت الى اى من المحادثات الجانبيه داخل جنبات هذه العلبه المعدنيه المتحركه المسماه مجازا بالمترو
و بالرغم من عدم رغبتى فى متابعة اى احاديث و لكن جذبنى حديث لم اقدر على الفكاك منه
رجل فى خمسينيات العمر ممسكنا بيده جريده "دموع الندم " و يحتوى العدد على ملف كامل عن التحرش الجنسى فى مصر و يحتوى على تغطيه بالصور من  اماكن  مختلفه بمصر ، و يصيح الرجل بصوت جهورى : حسبي الله و نعم الوكيل فيكم ،  ما هو لو انتم قاعدين فى البيت و لا بتلبسوا محترم مكنش اتعمل فيكم كدا، بس انتوا اللى تستاهلوا
و يجلس بجواره شاب فى اوائل الثلاثينيات من العمر ، و بكل شجاعه يرد عليه قائلا : مينفعش تبرر اللى بيحصل ده و تقول ان البنات هما السبب ، لا لا ، دى سفاله و قلة ادب من الولاد و ضعف دين و اراده .. هوا مش حيوان علشان يسيب غريزته تتحكم فيه
رد عليه الرجل قائلا : بس هما لو قعدوا ف البيت هيريحوا كل حاجه
قال الشاب : هوا علشان شويه معفنين المفروض يتلموا و يتالجوا فى مصحه للأمراض النفسيه نقوم نقعد كل البنات فى البيت
رد الرجل : يبقى لازم يلبسوا لبس محترم
رد الشاب متسائلا : اعذرنى فى السؤال يا عم الحاج ، انت عندك بنات؟
ردة الرجل : عندى الحمد لله بنت و مربيها كويس و عمرها ما بتلبس لبس خارج و ملتزمه
رد الشاب : معلش يا عم الحاج طيب هى عمر ما حد ضايقها ف الشارع بكلمه كدا و لا كدا ؟
صمت الرجل قليلا ثم نطق قائلا : طب نعمل ايه طيب؟
رد الشاب : يبقى ما نرميش كل حاجه على البنت و نقول لبسها و احنا فينا عيوب و مش عارفين نتحكم فى نفسنا ، يا حاج الواحد بيبقى فى رمضان عفيف النفس لو شاف اكل او ميه مش بيجرى عليهم و هو مريل بالعكس الواحد بيستحمل و يتحكم فى غريزته
و اكمل الشاب حديثه قائلا : احنا يا حاج بقينا شعب بنهتم بالمظاهر ، حتى التدين بقى 
ظاهرى و نحاول نبرر اى خطايا بنعملها زى الحاله دى

ظلا يتبادلان اطرف الحديث حتى محطة النهايه و بدا على الرجل العجوز بوادر الاقتناع ، و خرجت من المترو و انا فى قمة السعاده انه لازل هناك من يفكر بعقلانيه فى هذه البلد 

 و اذا اردت ان ارجع الفضل فى هذا الموضوع بالذات لشخص معين ، فأقول بكل جداره : شكرا باسم يوسف . لقد بدأت بالفعل اعادة تشكيل وعى الشباب و اعادة هويتنا و عقلانيتنا

شكرا جزيلا لك

Wednesday, August 29, 2012

محمد نجيب

من حسن حظى اننى من الاشخاص الذين يستخدمون المترو بصوره يوميه ذهابا و ايابا. لا تسيئوا فهمى رجاءاََ ، فحسن حظى يأتى من اننى كل يوم اسمع من الحكايات و الغرائب و الطرائف ما لم يحكى حتى فى حكايات الالف ليله و ليله و لا فى كل كتب الفلكلور.

لكن اليوم اليكم هذه القصه التى لا تنتمى الى إى من الانواع السابقه ، و لكنها اقل ما توصف به هو بالكارثه

اليكم القصه حتى لا اطيل:
تحرك المترو من محطة العتبه متجها بأتجاه الجيزه و وصل الى محطه "محمد نجيب " و كان يقف خلفى شابان تقريبا فى اوائل العشرينات من العمر يبدو عليهم من استخدامهم لل I Phone الذى يحمله كلاهما ، يبدو عليهم بعض الذكاء او على الاقل بعض المعرفه بالمعلومات العامه البسيطه.
حين وصلنا الى المحطه - محمد نجيب كما ذكرت سلفا - سأل احدهم الاخر بجديه يحسد عليها : " هوا مين محمد نجيب ده ؟ " . كان وقع السؤال بالنسبه لى كارثيا و لكننى استعذت بالله و انتظرت ان تشفى غليلى اجابة الشاب الاخر على هذا السؤال. نظر اليه الشاب الاخر و اجاب قائلا بنبرة توحى بالثقه الكامله : " دا واحد من ايام محمد على ". يا إلهى ، انقذنى من الانفجار ، لم اتمالك نفسى و انفجرت ضاحكا و لكن لم تكن ضحكة سخرية و لكنها ضحكة حزن لم اشعر بمثله قبلا ، حزن على بلدى ، حزن على هذا الشباب الضائع.

وصلت الى محطتى الاخيره و نزلت من المترو و نظرت الى هذان الشابان و تخوفت
ان يسأل احد مثلهم غدا قائلا : " هوا سعد زغلول كان بيلعب فى الاهلى و لا الزمالك ؟ "

ويل لأمة لا تقرا ;((