رجلان داخل المترو احدهما نظر الى الخريطه المطبوعه فوق باب العربه و عليها اثار كلمه " الشهداء" التى وضعت كأسم للمحطه بدلا من اسم "مبارك" و قال بسخريه : آل شهداء آل ... المحطه دى اسمها مبارك و هتفضل اسمها مبارك . فما كان من الرجل الاخر الا أن قال بكل عصبيه : يا عم مبارك مين ، مبارك ده خلاص ، فى ثوره حصلت و خلصتنا و فى شهدا ماتوا و الاسم هيفضل الشهدا علطول تمجيدا ليهم ، مبارك مين ده اللى هنسيب اسمه على المحطه.
و دخل الاثنان فى جدال و نقاش حاد لدرجة وصلت الى بداية عراك بالايدى.
و هنا تدخل الناس و ابعدوهم وانتهى الموضوع. و جاء الرجل الذى كان يدافع عن بقاء اسم الشهدا بجانبى و رأنى و يعلو وجهى ابتسامه ساخره ، فنظر بجديه و صاح قائلا : ايه بقى اللى بيضحك يا بيه ، هوا انت من اياهم انت كمان؟ . فنظرت له بجديه و قلت له : كل اللى انت عاوز تغيره بعد الثوره هو اسم المحطه و انت نفسك ما اتغيرتش ، يبقى البلد هتتغير ازاى؟. انت ميعاد شغلك الساعه كام ، مش 8.30 برده ؟ الساعه دلوقتى 8.20 و انت لسه فى المترو و عمرك ما هتوصل فى الميعاد و اتحداك انت تكون عمرك اصلا رحت فى ميعادك للشغل ، و جاى تقولى المحطه و اسم المحطه . حرام علينا نختزل الثوره كلها فى اسم المحطه. و بعدين وانتطالع المترو طلعت من باب النزول و خبطت فى الناس و لا كأن اى حاجه حصلت فى البلد. بجد حرام علينا البلد و حرام علينا نفسنا و حرام علينا دم الشهدا اللى راح هدر.
تركت الرجل و مضيت الى باب النزول و انا اعلم انه سيفكر كثيرا فى كلامى عساه ان يتغير.
انتهى